بقلم الصحفي خالد حسن أحمد
تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن الوطن بيت كبير يسكنه أهله ويحافظون عليه ويدافعون عن حياضه ويبنون مؤسساته لا يعرفون إلا لغة البناء يرفضون كل من يهدم ويشجعون ويحثون الأبناء على أن قوة الإنسان في حسن الخلق ومحبته لوطنه ولشعبه تفتحت أعيننا على وطن سلبت أرضه وما زال صامدا لدحر الغزاة متمسكا بهويته يواجه تحديات محاولات النفي والشطب بهمة رجال الوطن وماجداته تفتحت أعيننا على مسيرة ثورة شقت طريقها حركة فتح وعلى راية وطن اسمه فلسطين تحاول شياطين الأرض أن تمس قدسيته ليهاجر شبابه هروبا منه لإحكام حلقات المؤامرة على مقدرات. شعب هجر من قراه ومدنه ليلاحق فيما تبقى من الوطن تفتحت أعيننا على قيادات قابضين على الجمر يعيشون بين أبناء شعبهم لم يسحبهم بريق أضواء الفنادق الفارهة ليقيموا فيها على حساب أموال شعب مكلوم ولا مغريات دول أوروبا هروبا من غبار التحدي للاحتلال ليتركوا شعبا أصبحوا قادة بامتيازات معنوية ومادية على حسابه وعندما اشتدت حلقات المواجهة خرجوا من الوطن بإرادتهم هروبا برتب وظيفية تحول إليهم رواتبهم التقاعدية أو الوظيفية لبلاد أرادوها غير الوطن ويملأون شبكات التواصل بالحديث عن الصمود وعن الوطن والوطنية وعن الحصار يذرفون الدموع الفيسبوكية على دماء ومعاناة من في الوطن ويتغنون بذكريات الوطن وسيرتهم ومسيرتهم ويحثون على الثبات والتضحية من أجل الوطن وهنا بخبرتي وأنا على مشارف النصف الثاني من العقد الثاني من العمر وكذلك زملائي في الجامعة وأخوتي أبناء شعبنا في مسيرة الحياة على أرض الوطن أرى أن من يعتبر نفسه قائدا لا يمكن أن يترك وطنه وشعبه إلا مبعدا لأن خبرته تتطلب وجوده بين أبناء شعبه ليعيش معهم السراء والضراء ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم على تراب الوطن لا على شبكات التواصل عبر الفضاء الإلكتروني منتقدا تارة ومباركة تارة ليسجل حالات حضور له فالممارسة هي المرآة التي تحدد وتعكس تاريخ من هو مناضل شجاع ومعطاء أو من كان انتهازيا وليس قائدا وفي هذا المقام أتوجه بالتحية للأخ أحمد حلس أبو ماهر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي يعيش بيننا وكان بمقدوره أن يجد مبررات يمتطي صهوتها كما فعل غيره لكنه يعيش هموم أبناء حركته وهموم أبناء شعبه وهو والد الشهيد محمد. الذي تسربل جسده بالدماء وهو يواجه جيش الاحتلال فقضى شهيدا عندما كان والده أمين سر اللجنة الحركية العليا لحركة فتح وهو اليوم مفوض التعبئة والتنظيم لحركة فتح في المحافظات الجنوبية يعيش كغيره حالة أبناء شعبه فطوبى لمن آمن بقضيته وكان حارسا أمينا مؤتمنا في ظل واقع مرير تستهدف فيه مقدرات الوطن وحركة فتح والتقدير موصول إلى الأخ القائد محمود العالول أبو جهاد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نائب رئيس الحركة الذي استشهد نجله على أيدي الاحتلال ومازال أبو جهاد على عهد الشهداء والأسرى يواصل عمله بين أبناء شعبه ويواجه تحديات الاحتلال أكتب ما يجول بخاطري كأحد أبناء شبيبة حركة فتح وأعتقد أن أبناء جيلي يلتقون معي بخواطرهم لواقع مرير ومستقبل يشوبه القلق والغموض أملنا أبناء فلسطين أن نكون على قلب رجل واحد من أجل تحقيق أهداف وأماني شعبنا وأن تكون قيادتنا على مستوى القدوة التي يحتذي بها وأن تكون مسلكياتهم تعكس مستوى مواقعهم بعيدا عن استغلال الموقع وبعيدا عن مسلكيات خارجة عن موروثنا الثقافي والوطني والأخلاقي فطوبى للقابضين على الجمر الصادقين مع أنفسهم ومع أبناء شعبهم .